%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84:%2020%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B%20%D8%A8%D9%84%D8%A7%20%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%20%D9%88%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9%20%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

حارة الجبل: 20 عاماً بلا طريق وشبكة مجاري
مجدل شمس\الجولان - «جولاني» - 17\09\2011
حارة الجبل في مجدل شمس لا زالت تعيش خارج التاريخ، وكأنها ليست جزءا من البلدة، فلا شارع معبد ولا شبكة مجاري، وحياة الناس كابوس يستمر منذ أكثر من عشرين عاماً. وبالرغم من أنهم يعتقدون أن لا أمل لهم بأن يتحسن الحال، إلا أنهم قرروا إسماع صوتهم، عل ذلك يصل آذان من بيدهم القرار.

يقول أهل الحارة أن الطريق التي تخترقها من الشرق إلى الغرب أصبحت منفساً لأهالي حارة الجبل الشرقية، ومخرجاً لهم لكي يتجاوزوا زحمة السير في مركز البلدة، ولكن هذا لم يشفع لهم ولم يحرك المسؤولين لكي يحسنوا من وضعها ولو قليلاً، وتبقى حركة السيارات عليها مشكلة صيفاُ وشتاءً؛ ففي الصيف يغطي بيوتهم غبار السيارات، وفي الشتاء يغوصون في الوحل، فيصبح الوصول إلى البيت مهمة شاقة.

الحارة لا تزال بدون شبكة مجاري، ويضطر الأهالي إلى حَفْر حِفَرة خاصة لكل بيت تصب فيها مياه الصرف، لكنها سرعان ما تمتلئ وتفيض، وهذا يكلفهم الكثير من الأموال، وهو بكل حال من الأحول ليس حلاً، وإن ذلك يلوث التربة في المكان، وربما تتسرب مياه الصرف إلى المياه الجوفية، وهذا سيشكل ضرراً كبيراً للبيئة.

السيدة إقبال محمود اشتكت من سوء الحال قائلة:
"أسكن هنا مع عائلتي هنا منذ 20 عاماً. في البداية تحملنا الوضع وقلنا أنها حارة جديدة، ولكن الحارة الآن أصبحت مليئة بالبيوت، والطريق أصبحت ضرورية ورئيسية، ومع هذا فإن شيئاً لم يتغير. الوصول إلى البيت أمر صعب صيفاً وشتاءً. لكن مشكلة مياه الصرف الصحي تبقى المشكلة الأهم، فلا توجد شبكة صرف صحي في الحارة، ونضطر لحفر «جورة مجاري»، لكن طبيعة الأرض الصخرية تجعل الأمر صعباً فتمتلئ هذه الحفر بسرعة، ونضطر إلى حفر حفرة جديدة كل عامين أو ثلاثة، وهذه قضية مكلفة. ثم أنه لم يعد هناك مكان في الجوار نحفر فيه.. لا أدري أين سنذهب بمياه المجاري بعد الآن".

السيد سليم ملي شكا من نفس الوضع ولكنه وجه نداء لرئيس المجلس للحضور إلى المكان ومعاينة الأمر عن كثب، قائلاً:
"أتوجه باسمي وباسم أهل الحارة إلى رئيس المجلس المحلي لكي يزور الحارة ويرى بنفسه، وأسأله إذا كان يقبل هذا الأمر لنفسه فسنقبله نحن. هو ابن البلد وإذا كان يحب مصلحة البلد ومصلحة أهل «الحارة الفوقا» الذين يعانون منذ سنين فليساعدنا".

أما السيد يوسف زهوة فتحدث عن مخاطر حقيقية على الشارع، مؤشراً إلى حفرة نصف مغطاة بغطاء إسمنتي، موضحاً أن الشاحنات تحرك هذا الغطاء من مكانه فتنكشف الحفرة الكبيرة، ونحاول نحن أهالي الحارة إعادة الغطاء إلى مكانه كل مرة، بالرغم من أنه ثقيل جداً، وقد سقط فيها العديد من الأهالي، وخاصة الأطفال، ولحسن الحظ لم تحدث كارثة حتى الآن.

السيدة فوزية زهوة أكدت على كلام جارها يوسف، وقالت أنها هي بنفسها سقطت في الحفرة قبل أكثر من سنتين. وتصف السيدة فوزية ما حدث قائلة:
"كنت نازلة إلى بيت ابني وسقطت رجلي في الحفرة، وعلقت، لم استطع إخراجها، فأتى أهل الحارة وساعدوني على تخليص نفسي من المأزق. دخلت على إثر الحادث المستشفى، وبالرغم من مرور عامين فإنني لا زلت أعاني من الالتهاب ومن آلام في رجلي. نصحني الكثيرون بالتقدم بشكوى ضد المجلس المحلي، لكني لم أفعل".


الطفلة تزحلقت وسقطت فأصيبت  بجراح بالغة في وجهها وأنفها

أهالي الحارة تحدثوا عن مياه الشتوي التي تتسرب إلى بيوتهم لعدم وجود مصرف لها، وهي معاناة بحد ذاتها. كذلك تحدث الأهالي عن إصابة الكثير من الأطفال بسبب انزلاقهم على الشارع المغطى بالحصى. طفلة كسرت أسنانها بعد أن تزحلقت وسقطت أثناء عودتها من المدرسة. طفلة أخرى لم تتجاوز الأربعة أعوام غطت الجراح وجهها وأنفها، قالت أنها تزحلقت بينما كانت تلعب أمام بيتها. طفل آخر كان يلعب على دراجته سقط في الوادي، بسبب غياب حاجز يحمي من السقوط. وقال الأهالي نحن نعرف أنه يجب علينا الانتباه إلى أولادنا ولكنهم أولاد ويريدون اللعب، وليست هناك أماكن مخصصة لكي يلعب فيا الأطفال، وهم بطبيعة الحال سيلعبون أمام أو قرب المنزل.

ويختم الأهالي شكواهم بالقول:
"نعرف أن تعبيد الطريق وعمل بنية تحتية كاملة أمر مكلف، وربما ليس بمقدور ميزانية المجلس المحلي تحملها في الوقت الراهن، لكننا نطالب بحل مؤقت، مثل مد شبكة صرف صحي مؤقتة، ومد طبقة خفيفة من الاسفلت، دون الخوض في بنى تحتية معقدة ومكلفة، ونعتقد أن هذا بمقدور المجلس المحلي القيام به، ونحن مستعدون للمساهمة في حل من هذا النوع".

 إضغط هنا لمشاهدة المزيد من الصور